منتديات وشات مصطفى نصر
قصة قصيرة جدا  من أجل أبنائي  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصة قصيرة جدا  من أجل أبنائي  829894
ادارة المنتدي قصة قصيرة جدا  من أجل أبنائي  103798
منتديات وشات مصطفى نصر
قصة قصيرة جدا  من أجل أبنائي  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصة قصيرة جدا  من أجل أبنائي  829894
ادارة المنتدي قصة قصيرة جدا  من أجل أبنائي  103798
منتديات وشات مصطفى نصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات وشات مصطفى نصر

منتدى علمي تعليمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة قصيرة جدا من أجل أبنائي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 774
نقاط : 5933
السٌّمعَة : -1
تاريخ التسجيل : 06/06/2014
العمر : 63
الموقع : Khartoum

قصة قصيرة جدا  من أجل أبنائي  Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة جدا من أجل أبنائي    قصة قصيرة جدا  من أجل أبنائي  Icon_minitimeالإثنين يوليو 04, 2022 12:26 am

قصة قصيرة جدا
من أجل أبنائي
بقلم: مصطفى نصر
قصة قصيرة جدا  من أجل أبنائي  4a27fa10

عندما تغيب الشمس إلى مرقدها تلملم السيدة نورا أشياءها القليلة الباقية لعشائها وعشاء أطفالها، وتحسب ما جمعته اليوم من رزق كتبه الله لها لتوزعه ما بين قيمة البضاعة التي استلمتها على النوتة صباح اليوم من تاجر رحيم يعرف ظروفها، فيسلفها البضاعة التي تستقبل بها كل يوم جديد، على أن تسدد قيمتها آخر اليوم، وتحسب الدريهمات التي تبقت لها وتوزعها على قائمة مستلزمات أطفالها قلم لابنها البكر ودفتر متوسط للبنت ومستلزمات سندوتشات الفطور التي يحملونها معهم للمدرسة، وسكر وحليب وشيء من الخضروات لوجبة الغداء التي تطبخها لهم ليلًا وتضعها في الثلاجة.

حكم عليها الزمن أن تغيب عن أطفالها زغب الحواصل طول النهار، وتتركهم في عهدة بنتها الكبرى التي لم يتجاوز عمرها ١٣ عاماً بمقياس الزمن، لكنها صقلتها الأيام مع تحمل المسؤولية مبكرا، فأصبحت تبدو وكأنها في سن الرشد قبل أوانها، بحكم أن والد أبنائها- سامحه الله - آثر الهروب من مسؤولياته الأسرية، فتركها كالمعلقة فلا هو رمى عليها يمين الطلاق لتصبح حرة طليقة تجاهه، ولا هو عاد إليها ليتكفل بمستلزماتها ومستلزمات عياله.

ورغم المرارات التي ذاقتها لغيابه، والغصة التي ما زالت تقف في حلقها حزنا على حبيبها الذي لم تتوقع يوما أن يهرب من مسؤوليته، كانت لا تذكر زوجها أمام أطفاله إلا بالخير، تصور لهم أن غيابه لصالحهم، وأنه غائب عن البيت ليعمل ويكد ويجتهد من أجل مستقبلهم، وأنه حتما سيعود يوما ما ليأخذهم في حضنه من جديد، ويعوضهم عن أيام غيابه الطويلة.

ويبدو أن كذبتها الصغيرة هذه صدقتها هي أيضاً، إذ ظلت تمني نفسها في كل صباح جديد بأنه يوم عودته إلى بيته، رغم علمها التام بأن عودته إليهم باتت من المستحيلات، بعد أن ترامى إلى سمعها أنه هناك في العاصمة قد اختار حياة جديدة مع إحدى فتيات المدينة اللامعات أصغر منها بعشر سنوات، وأنها أنسته حتى أمه وأبيه، فلم يعد يوما منذ ذلك الزمان لرؤيتهم.

كانت رغم كل ما تعانيه من ويلات العذاب، تحمد الله على أن المنزل الذي تقطنه هو ملكها الخاص من ميراث والدها الذي رحل عنها وهي لا تزال في أمس الحاجة له، والذي طالما كان متحفظًا على تزويجها من هذا الرجل، لإحساس مبكر لديه ما زالت تستغرب كيف قرأه من كتاب الغيب، بأنه ليس على قدر المسؤولية، وقد ندمت كثيرا بعد أن بانت حقيقته، كيف أنها خرجت من طوع أبيها لأول مرة في حياتها وأصرت على زواجها منه، وأن والدها لم يقبل به إلا مرغمًا حتى لا يقف في وجه طريق تظن ابنته إنه طريق سعادتها.

كانت السيدة نورا تمسي وتصبح على هدف واحد: هو أن توفر لأولادها حياة كريمة تعوضهم عن إحساس اليتم الذي بات يلازمهم رغم أن والدهم على قيد الحياة، كانت تتناسى متطلباتها الخاصة لتوفر لأولادها رفاهية لا تجعلهم أقل شأناً من اقرانهم، فهي يؤرقها أن يحس ابناؤها بأنهم أقل شأنا من زملائهم الآخرين، لذا تدخر كل قرش تجمعه ليظهر أبناؤها بالمظهر اللائق الذي يرفع رأسهم ولا يحسسهم بالدونية تجاه أقرانهم.

كانت تقضي الليل في تجهيز بعض المأكولات الشعبية التي تعدها للبيع، وقد رزقها الله بزبائن مداومين على محلها المتواضع معجبون بنفسها المتميز في صنع الطعام، ثم ننهض مع آذان الفجر لتؤدي شعيرة الفجر، ثم تذهب مباشرة لمحلها لتعد شاي الصباح بالحليب مع لقمة القاضي، حيث أصبحت لديها شريحة من العمال أدمنوا على شايها.

كان معظم زبائنها من الطبقة الفقيرة مثلها، من العمال البسطاء، يأتون وهم خالو الوفاض من أي قرش، قد سلموا آخر ما تبقى من مال كان في جيوبهم، لزوجاتهم لتدبير حاجات الطعام لوجبتي الإفطار والغداء، ومصاريف الدراسة والمواصلات للأبناء لمدارسهم، كانت تسجل مشترياتهم على النوتة ثم يحاسبون حين ميسرة، لأن بعضهم يتيسر لهم الرزق كل يوم، وأكثرهم قد لا يجدون فرصة عمل لأسبوع كامل.

كانوا جميعاً يعلمون أن الظروف وحدها هي التي أخرجت هذه المرأة من خدرها، لتتواجد هنا في السوق وسط الرجال، سعياً وراء رزق عيالها، وقد أجبرتهم بمظهرها المحتشم، فوق كل الشبهات على أن يعاملونها باحترام كبير، لذا فإنها كانت تحس دومًا بأنها محظوظة، كأنما تعيش وسط أسرتها، لم تعان يوما من التحرش بها، أو أي نظرة خبيثة من زبائنها، خاصة وأن المرأة دائما تعد رمانة الميزان في العلاقة بين آدم وحواء ولا يجد ضعاف النفوس فرصة للانحراف بالعلاقة، إلا إذا تراخت حواء في عزيمتها وأعطت الفرصة للعبث

كان جميع العمال يشعرون بضرورة مساعدة هذه المرأة المكافحة، لذا لم يحاول أحد منهم التهرب من سداد دينها عليه، بل على العكس تماما كانوا كلهم يصرون على دفع مبلغ إضافي فوق ما استدانه منها عونا لها، رغم تحفظها على أن ينظر لها الناس نظرة إشفاق، وكانت تنظر لهم نظرة امتنان لهذه الإنسانية الفائقة التي لا يحسها إلا الفقراء تجاه بعضهم البعض، ومن النادر أن يحس الاثرياء بهذه اللمسات الإنسانية الدقيقة، وقد ظلت تقابل هذا الوفاء بتجويد صناعتها للطعام وتحرص على ان يكون طعامها على أفضل المعايير الصحية.

كان كفاح نون النسوة واضحا وجليا في رحلة السيدة نورا، وكانت ترى أن كدها وتعبها لا يضيع سدى كلما لاحظت تفوق ونبوغ أبنائها في دراستهم، خاصة يوم أمس عندما فوجئت بأن وزير التربية شخصيا قد أذاع اسم ابنها البكر الأول على مستوى الجمهورية في الشهادة الإعدادية، كصاحب أعلى مجموع بين كل المحافظات، خاصة وأن التهاني قد انهالت عليها من الجميع، ولم يتوقف هاتفها المحمول عن الرنين طوال اليوم، وهي في أقصى حالات سعادتها بولدها الذي رفع رأسها أمام الجميع.

وقد كانت المفاجأة الكبرى هي اتصال زوجها السابق الذي لا تزال في عصمته بها آخر الليل، بعد سنوات من عدم التواصل امتدت لأربعة عشر عاما، مبديا فرحته بنجاح الابن، وشعوره بالخزي والعار لهجره أسرته، طالبا منها الصفح والسماح بإعادة المياه إلى مجاريها، كانت تود أن تقول له إن المياه لن تعود الى مجاريها أبدًا مرة أخرى، بعد الغصة التي لا تزال مرارتها بحلقها من هجره لهم، لكنها تذكرت السرور الكبير الذي سيحدث لأبنائها من خبر عودة أبيهم، فقررت أن تتقبل الهزيمة مهما كانت قاسية من أجل أبنائها، كما تقبل أبوها من قبل الهزيمة من أجل بنته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mman.ahlamontada.com
 
قصة قصيرة جدا من أجل أبنائي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة قصيرة جدا - رسم صورتك على حسه
» قصة قصيرة جدا - أنا لست جميلة
» قصة قصيرة - أزهار
» قصة قصيرة - مكروبات
» قصة قصيرة سفر مفاجئ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات وشات مصطفى نصر :: فئة الدين الإسلامي :: فئة الآداب والفنون والابداع :: منتدى القصة والرواية-
انتقل الى: