عطسة
بقلم: مصطفى نصر
كل ما يتذكره أنه ساعة عطسة من غير معاد في اوائل فصل الشتاء بلبنان، تم التعارف بين الاسرتين.
مدام تفاحة وولديها فهد وسعد، الذين يمثلون الأسرة القادمة من الكويت، لقضاء عطلتها السنوية بلبنان، كأستراحة محارب من روتين الحياة اليومية الرتيبة بين العمل والمنزل في روتين يومي ممل، والأسرة اللبنانية المكونة من مدام صباح وبناتها الثلاث شيرين ونانسي ورولا.
وكانت الشرارة التي عززت التعارف عندما برزت الحاجة لمناديل ورقية، مع عطسة في اوائل شتاء العام ٢٠٠٠ برزت من سعد.
ورغم استعداد الأسرة القادمة من الكويت لهذه الرحلة بوادي النخيل بالجبل بكل الاحتياجات اللازمة، الا أن المناديل الورقية سقطت سهوا من بال الجميع، وهم يعدون العدة لزيارة ذلك الشاطيء الهاديء الجميل بالجبل اللبناني، لحكمة لا يعرفها غير الله لترتيب التعارف بين الأسرتين.
وقد كانت تلبية طلب سعد بصندوق من المناديل الورقية قدمته رولا له، هي اللحظة المفصلية لبداية التعارف بين الأسرتين، إذ اصرَّت الأسرة الكويتية على رد جميل الأسرة اللبنانية بمد جسور التواصل بين منضدتي الاسرتين لتناول وجبة غداء جماعية من المشويات البحرية على حسابهم.
وأصرت مدام صباح على أن ترده عزومة الكويتيين بعزومة في بيتها، تم فيها التعارف الذي امتد ليصبح علاقة أعمق بتلبية الأسرة اللبنانية دعوة مدفوعة التكاليف من الأسرة الكويتية للأسرة اللبنانية لقضاء صيف العام ٢٠٠١ بالكويت، ثم تشعبت الأمور عاما في الكويت وعاما في لبنان.
ثم كان التحول الدراماتيكي بعلاقة مصاهرة حميمة بين شباب الأسرتين، وحالة لقاء روحي أخوي بين مدام تفاحة ومدام صباح امتد فيما بعد ليصبح علاقة اختين لم تلدهما أم واحدة، جمع بينهما التماثل في الطلاق وقيام الأم بدور الأب والأم مع ابنائها .
وقد جسدت العلاقة بينهما حالة نادرة تؤكد مقدرة الشعب العربي للتلاقي رغم تباعد المسافات والحدود الوهمية التي تفرق بينهم،