هربا من البطالة والوضع الاقتصادي والمعيشي المترتب عليها، لجأ بعض الشباب في مصر إلى أفكار جديدة ومبتكرة لتوفير مقابل مادي يسد جزءا من احتياجاتهم اليومية وربما الأسرية.
هذا ما فعله عدنان حسني (23 عاما) الذي قرر بعد الانتهاء من دراسة المرحلة الثانوية البحث عن عمل بدلا من ارتياد المقاهي الذي يستهوي عددا لا بأس به من شباب أصابهم الإحباط بسبب الفشل في العثور على فرصة عمل مناسبة، فتوجه للعمل على دراجته الهوائية في توصيل الطلبات إلى المنازل والمحال والشركات.
الفكرة جاءت بالأساس من حب عدنان لركوب الدراجة، لدرجة أنه كان يقطع بها مسافات طويلة كان أكبرها بين القاهرة والإسكندرية، أي ما يزيد عن 200 كيلومتر، وعندما سمع من أصدقاء له عن تطبيق إلكتروني تقوم فكرته على توصيل ما يطلبه العملاء (مأكولات أو مشروبات أو أدوية أو هدايا.. إلخ) بالدراجة الهوائية في عدد من أحياء العاصمة المصرية القاهرة.
يقول عدنان إن هذا التطبيق "جولفو" كان له ولزملائه الذين يعملون معه وسيلة للسعادة، حيث يوفر لهم منفذا للعمل والرزق والمتعة في وقت واحد، مشيرا إلى أن الجميع يتحرك حسب طلب العميل وحسب قدرته على الانتقال من منطقة إلى أخرى بالدراجة الهوائية.
وقال إن متوسط سعر ساعة العمل يبلغ 20 جنيها (حوالي دولار واحد)، ويتوقف المقابل المادي على العديد من الاعتبارات منها الوصول في الوقت المحدد، وحسب كل منطقة.
ا عن الصعوبات التي واجهته، فيقول عدنان إنه يواجه يوميا مشكلات مثل التعرض للحوادث في ظل الازدحام المروري الشديد في القاهرة، كما تعرض في إحدى المرات لكسر هاتفه المحمول، فضلا عن بعض المضايقات التي يواجهها من رجال الأمن.
لكن عشقه لركوب الدراجة كغيره من زملائه جعله يستمر في العمل، ولا سيما أن الكثير من العملاء يشجعونه على موقفه من مواجهة البطالة والعمل من أجل كسب قوت يومه بدلا من التكاسل.
وفي تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر في مايو/أيار الماضي، بلغ معدل البطالة 10.6%، في حين بلغ عدد العاطلين عن العمل 3.1 ملايين شخص.
الرئيسية
