- سؤالنا اليوم كما وعدتك من قبل: من أين تأتي المكروبات؟
- قد يقول قائل تأتي المكروبات من القاذورات.
هذا كلام غير دقيق فالمكروبات تفضل فعلا أن تعيش في القاذورات، لكن ليس مصدرها القاذزرات.
- قد يقول قائل إنها تخرج من التربة.
هذا أيضا كلام غير دقيق، فهي تتواجد بكثرة في التربة لكن ليس مصدرها الأصلي هو التربة.
- من أين إذن تأتي؟
- أعذرني إذن عزيزي القارئ مع هذا الالحاح لأن أحدثك من أين تأتي الجراثيم باللفط الأصلي والصريح للكلمة دون لف أو دوران، فأنا مهمتي بصراحة أن أثير اشمئزازك حتى تهتم ولا تنسي أبدا مصدر الخظر في حياتك.
- إن مصدر الجراثيم عزيزي القارئ هو هو هو هو (الخرى) ويسمى تخفيفا البراز، الانسان والحيوان هما المصدر الأساسي للجراثيم، وبما أنهما يتبرزان يوميا (وربما أكثر من مرة في كل يوم) فإن مصانع انتاج الجراثيم لا تتوقف مطلقا صيفا ولا خريفا ولا شتاء ولا ربيعا، لدينا سبعة مليار شخص حول العالم يتبرزون كل يوم من مرة إلى ثلاثة مرات والمتوسط هو مرتان في كل يوم
ولدينا أيضا 280 مليار رأس من الضأن والماعز والحمير والجمال ووووو تتبرز مثلنا بمتوسط مرتين يومياً فكم حصيلتنا اليومية من البراز؟؟
- للأسف لم تصنع آلة جاسبة بعد لتعطيتا النتيجة الدقيقة .
في بلدي السودان وحده الذي يبلغ سكانه 25 مليونا قبل الانفصال، وجدنا الحصيلة مبالغ فيها 7 ملايين طن متري من الخرى يوميا تحتاج إلى 600 ألف ناقلة كبيرة لنقلها لولا لطف الله ووجود أنابيب الصرف الصحي.
انتاج الانسان والحيوان يقدر يوميا بـ 500 جرام من الخرى في المتوسط (أي نصف كيلو) فإذا علمنا أن الخرى البشري يحتوي كل جرام واحد فقط منه حسب الفحوصات المخبرية على 10 ملايين فيروس ومليون من البكتريا ومائة ألف من أكياس الطفيليات ومائة من بيض الطفيليات تطوع عزيزي القارئ لتحسب لنا كم تصتع أنت وحدك من الجراثيم في نصيبك اليومي من الخرى البالغ نصف كيلو، فأضرب نصيبك 500 جرام في 10 مليون فيروس، ثم في مليون من البكتريا ثم في 100000 من أكياس الطفيليات ثم في 100 بيضة من بيض الطفيليات وأعطيني النتيجة عندما تلنقي غدا بإذن الله