مضة
بقلم مصطفى نصر
تلوث المياه
* يحتفل العالم بعد 5 أيام من اليوم في 22 مارس الجاري باليوم العالمي للمياه.. وشعار احتفالات هذا العام هو: (الطبيعة لأجل المياه) حيث من المؤمل أن يستكشف موضوع هذا العام كيفية استخدام الطبيعة للتصدي لتحديات القرن الحادي والعشرين، والأضرار البيئة المرتبطة بتغير المناخ، باعتبارها هي الأزمة الأكبر المتصلة بالمياه.. فهناك فيضانات وجفاف وتلوث مائي في كل أرجاء العالم، ومما يزيد من سوء تلك الأزمات تدهور المناطق الخضراء والتربة والأنهار والبحيرات، وللحلول المعتمدة على البيئة إمكانية حل كثير من التحديات التي نواجهها.. وعلينا عمل الكثير فيما يتصل بالهياكل الخضراء ومواءمتها مع الهياكل الرصاصية متى أمكن ذلك.. فزراعة الغابات الجديدة والعمل على إيصال الأنهار إلى وديان الفيضانات، وإعادة تأهيل الأراضي الرطبة سيوازن دورة المياه لتحسين الصحة والمعايش الإنسانية..
* وبقراءة سريعة لواقع المياه في السودان نلاحظ أن الله تعالى قد حبانا بموارد مائية كبيرة من هذه الثروة الهامة.. سوى أننا نعاني من جهة الحفاظ على هذا المورد الهام من التلوث.. وأول أمس كأقرب مثال ورد في صحيفتنا هذه أن خبراء بيئيون في ورشة للبيئة نظمتها لجنة الصحة بالبرلمان.. قد شنوا هجوماً عنيفاً على الأوضاع البيئية المتردية في بلادنا.. لجهة أن مواصفات الجودة البيئية غير مطبقة.. ومن جانب المياه أشاروا إلى خطورة ري الحدائق بمياه الصرف الصحي غير المعالجة.. لما لها من مخاطر على الإنسان والبيئة .. كما أشاروا إلى ما هو أخطر من ذلك وهو تسرب مياه الصرف الصحي إلى شبكة مياه الشرب.. وكشفوا عن أن كثير من الشركات والمستشفيات والمصانع تصب مخلفاتها السائلة في مياه النيل دون إجراء أي معالجات لهذه المياه الملوثة وعالية السمية، كمياه المدابغ ومصفاة توليد الكهرباء.. وقال في حالة تطبيقنا لمعايير الجودة وسلامة البيئة فإن الكثير من هذه المصانع التي تتخلص من نفاياتها السائلة في النهر يجب أن تقفل أبوابها فوراً.
* بعد كل هذه الاعترافات لخبراء البيئة وشكواهم من عدم تطبيق المعايير الدولية فيما يتصل بسلامة البيئة .. يتساءل كثير من الناس لماذا يتفشى الفشل الكلوي بهذه المعدلات الكبيرة في بلادنا؟.. كما يشكو البروف مأمون حميدة من ارتفاع تكلفة ميزانية مراكز غسيل الكلى لتزايد أعداد المرضى بالفشل الكلوي.. والأسباب أصبحت معلومة وواضحة لأعين الناس .. والسبب هذا التلوث في موارد المياه .. فلو ترك مأمون حميدة هذا العويل وطلب عون المنظمات الدولية في توفير قطارات المياه (الفلتر) لوجد عونا كبيراً في هذا الصدد .. إذ اعتمدت منظمة (يونيسيف) ما يقرب من 3 مليون فلتر في اليمن، كان لها دور كبير في التقليل من آلام الحصوات الكلوية الشائعة في اليمن.. كما أن توزيع المنظمات لحبوب الكلور أيضا أسهم في التقليل من خطر الأمراض المنقولة عبر المياه.
* بصراحة كبيرة ليس لدي أدنى ثقة في تدخل الحكومة لضمان إدارة موارد المياه بأمان وحمايتها من التلوث.. لذا فإنني أقدم النصح لكافة الأسر السودانية للاعتماد على نفسها في تعقيم وتنقية المياه.. ففي الأسواق يوجد (السلفر فلتر) .. هذا الفلتر المصنوع من الفخار المضاف إليه نترات الفضة .. هو قادر على تنقية المياه وتعقيمها بنسبة تفوق 98% .. وفي حالة العدم لدينا طريقتان رخيصتان لتنقية وتعقيم المياه بإمكانياتنا المحدودة في منازلنا، وذلك بغلي المياه حتى تظهر الفقاقيع التي تضمن وصول المياه لدرجة الغليان لتعقيمه.. و بعد أن تبرد المياه وهي مغطاة، يتم تمريرها عبر قطعة من الشاش أو أي قطعة قماش نظيفة كالعمامة لتنقيته من الشوائب العالقة به .. كما يمكن الاعتماد على أشعة الشمس فوق البنفسجية مجاناً ودون أي تكاليف مالية.. شريطة أن نضع المياه في آنية شفافة من الزجاج أو الفايبر قلاس كقوارير المياه الصحية .. وأعلم عزيزي القاريء أن الأشعة فوق البنفسجية تتركز عندما تكون الشمس مائلة، في الصباح مع شروق الشمس وحتى العاشرة، أو مع قرب الغروب في الساعة الأخيرة قبل حلول الظلام .. وبعد تعقيم المياه بالأشعة فوق البنفسجية، ينقى بقطعة قماش كما شرحنا أعلاه، ثم يغطى ويوضع في الثلاجة قبل أن يتلوث مرة أخرى.. فنسبة التعقيم بهذه الوسائل البسيطة ليست بنسبة فوق 90% كما هو الحال مع الفلتر الفضي .. لكن بدرجة لا بأس بها قد تصل إلى 75%..
اللهم أستر فقرنا بعافيتك إنك نعم المولى ونعم النصير.