ومضة
مصطفى نصر
أدركوا طالبتي أسماء العميسي
* أسماء العميسي 23 عاماً، هي ناشطة حقوقية يمنية شابة، صدعت بوقوفها مع الشرعية اليمنية، وجاهرت برفض الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، تم اعتقالها طوال 3 سنوات، وتعرضت لأقسى صنوف التعذيب، وإهدار كرامتها كإنسان وكامرأة في المعتقلات الحوثية، في حالة تنقل مستمر من مدينة إلى مدينة، ومن سجن إلى سجن، حتى لا تجد أسرتها أي فرصة للتواصل معها طوال 3 سنوات، وبعد أن طالبت الشرعية بإطلاق سراحها، ضمن القائمة التي تقدمت بها لتبادل المعتقلين والأسرى مع الحوثيين- على خلفية التسوية التي تم توقيعها باستوكهولم- بادر الحوثيون بإصدار حكم عليها بالإعدام، بحجج واهية لم تقدم عليها أي دليل، وهي التخابر مع دول التحالف، في مخالفة واضحة للأعراف القبلية اليمنية، التي تصون حقوق المرأة، لتصبح أول امرأة يمنية تحكم بالإعدام لأسباب سياسية.
* وفي اتصال هاتفي لنا مع صديقتها الناشطة الحقوقية إشراق المقطري بعدن، اطلعت المقطري (آخر لحظة) على المعاناة الكبيرة التي تعرضت لها العميسي في سجون الحوثيين، من انتهاك وعنف وإساءة وتقريع، وتهديد بالاغتصاب، ضمن 40 امرأة تدافع عنها منظمتها في صنعاء، و20 امرأة في الحديدة، وقالت إن جهود منظمتها عكست قضية العميسي على المستوى العالمي، حيث بادرت هيومان رايتس ووتش بإطلاق مناشدة للسلطة الانقلابية الحوثية الإيرانية، باطلاق سراح العميسي وستين ناشطة أخرى فوراً، وإلغاء عقوبة الإعدام عليها، ووصفت منظمة العدل الدولية الحكم بأنه جريمة حرب، كما وصفت منظمات حقوقية أخرى الحكم بالبطلان، ودعت الحوثيين لإطلاق سراحها فوراً.
* وقالت مليشيا الحوثي أن تنفيذ حكم الإعدام بحق أسماء العميسي في صنعاء، سيتم يوم الاثنين القادم، بحسب مقربين من أسرة العميسي، وناشد والد (أسماء) كل المنظمات الحقوقية والإنسانية والدولية في مجال حقوق الإنسان لمناصرة قضية أسماء في الإفراج عنها، والتي تتلقى داخل معتقل الحوثيين صنوف التعذيب، كما طالب ناشطون المنظمات الدولية والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بالتدخل العاجل لإيقاف حكم الحوثيين الجائر، الذي يقضي بإعدام أسماء العميسي، وطالبت العفو الدولية في وقت سابق بالإفراج الفوري عن أسماء العميسي، ووقف كافة الانتهاكات التي تتعرض لها في سجون الحوثيين.
* وتعود قصة أسماء العميسي إلى سبتمبر 2016، حين هرب زوجها، المشتبه في انتمائه لـ(تنظيم القاعدة)، وتركها خلال كمين نصبته له قوات التحالف بقيادة السعودية بالقرب من مدينة المكلا الجنوبية، وبعد احتجازها لفترة قصيرة إثر الكمين، أفرجت عنها قوات التحالف، إلا أن ذلك لم يكن سوى بداية مشاكلها، وقد عرض عليها أحد أصدقاء العائلة اصطحابها بالسيارة من المكلا إلى صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، حتى تتمكن من لم شملها مع والدها، وفي 7 أكتوبر 2016، أوقفت قوات الأمن الحوثية سيارتهم عند إحدى نقاط التفتيش في العاصمة، واقتادتهم للاستجواب، وبعد احتجازهم، استُدعى والد أسماء العميسي، وألقي القبض عليه، وجاءت عملية اعتقالهم بمثابة بداية محنة مروعة، بما في ذلك تعرضهم للاختفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، وأحكام الإعدام في أعقاب محاكمة بالغة الجور، وقالت منظمة العفو الدولية إن الانتهاكات التي تتعرض لها أسماء من قبل الحوثيين، ترقى إلى جرائم حرب، ولا أدرى ماذا تستطيع الخارجية السودانية تجاه هذه القضية كشريك في التحالف العربي.
///////////
آخر لحظة 2/21
الرئيسية
