دعنا نسلم بأن كل ما ورد فى وسائل التواصل الاجتماعي حول عودة قوات مناوي للخرطوم صحيح، وأن وصول هذه القوات وتلك ليس لإنفاذ الترتيبات الفنية حسب اتفاق جوبا كما يزعم د. زهير السراج في عموده بجريدة الجريدة، وأن الغرض من تجمع هذه القوات فى العاصمة الخرطوم هو التمهيد لتولى واستلام السلطة فى الخرطوم من الجلابة والنخب النيلية كما يزعم بقايا النظام السابق، وعلى الرغم من أن قناعتى وحدسي لا يتفقان مع زهير السراج، بل على العكس أكاد أن أجزم لو أن الله قدر أن يحدث خلافا بين أطراف الإتفاق فسيكون المسؤول والمتسبب فى هذا الخلاف من جانب الحكومة وأعنى تحديدا الجانب العسكرى. لقد ثبت إلينا وبما لايدعو للشك وبالتعايش والمعرفة المباشرة لأهلنا وأخواننا من دارفور أنهم أكثر مصداقية وأمانة ووفاءا بالعهود من بقية ابناء القبائل المتعددة والمختلفة في السودان ولأنهم أهل وفاء وعهود لما يتواثقون ويتوافقون عليه نجدهم وعبر تاريخ السودان القديم والحديث يمثلون السواد الأعظم من القوات النظامية السودانية بمختلف الرتب والقطاعات قوات مسلحة أمن وشرطة وهذا دليل قاطع على حسن عقيدتهم القتالية ومصداقيتهم وايمانهم بالوطن والتراب وحمايته . من ناحية أخرى لو سلمنا بأنهم يضمرون سؤا وانهم ماجاؤوا للخرطوم إلا ليحتلوها ويحكموا البلاد لماذا ننكر عليهم ذلك ؟ ألا ترى أن لديهم اسبابهم القوية والمقنعة التى تدفعهم لهذا الحلم المشروع ؟
لماذا نعتقد ان حكم السودان المركزى حجر على ابناء الوسط والشمال ؟ لماذا يصاحبنا هذا الشعور؟
إن دوافعهم للوصول لحكم البلاد مشروعة لأنهم انكوى بنيران حكومة البشير التى اثارت فتنة دارفور عشرين عاما او يزيد وقد اعترف الرئيس المعزول نفسه بقتلهم الناس فى دارفور لاتفه الأسباب فى خطاب مشهود وموثق . من قتلهم؟ من شردهم؟ من ظلمهم ؟
رغم كل ماحدث ورغم المرارات والاضطهاد الذى تعرضوا له منا نحن اهل الوسط والشمال ومن حكوماتنا جاؤوا صادقين وبطوع ارادتهم للسلام وتعاهدوا وتواثقوا مع الإرادة السياسية والعسكرية ممثلة فى الحكومة الانتقالية ووقعوا إتفاقية سلام بوجود عدة جهات ضامنة ووصل قادتهم للخرطوم وقدموا المثل الأروع فى الخطاب السياسي والاشواق والامنيات والاحلام يمنون النفس بسودان جديد فيه مافيه من الحرية والسلام والعدل والمساواة بين الجميع، لكنه يبدو ان جهات لاترغب إكتمال هذا الحلم الذى لاحت بوادره فى الأفق وبدأوا فى نثر بذور الفتنة هنا وهناك من خلال الخطاب والمقال والأفعال فى بعض الأحيان، هؤلاء لايريدون خيرا للسودان و لذلك نحذر منهم ومن مايرغبون فى توصيله عبر رسائلهم ومقالاتهم التى تدعوا للفتنة . لماذا لم يظن بنا جماعات الحركات وقاداتهم سؤا عندما وافقنا بدخول القوات للخرطوم وجمعهم فى دائرة جغرافية محدودة ونحن اكثر منهم قوة ومنعة وان استعصوا على القوات المسلحة يوما أو يومين لن يستطيعوا الصمود أمام جيش نظامى مهما اوتوا من قوة وعتاد ، لكنهم لم يظنوا بنا سؤا وجمعوا قواتهم داخل الخرطوم تمهيدا لترتيبات الدمج والتسريح لماذا فعلوا ذلك لماذا صدقونا ؟ صدقونا لأنهم يعلمون ان جهات ضامنة تكفلت بضمان عملية السلام وتنفيذها ، صدقونا لان كل يرى الناس بعين طبعه ولانهم صادقين صدقونا ، صدقونا لانهم اكثر جدية واملا بسودان جديد ، صدقونا لانهم جربوا الحرب وويلاتها ، صدقونا لانهم مؤمنون بالعهود وصادقين مع انفسهم وجماهيرهم العريضة . أرجو ان يجدوا منا الإحترام والتقدير وعلينا ان نقبل بحقهم وحقوقهم فى المواطنة والعيش الكريم معنا جنبا بجنب وعلينا الا نستنكر عليهم مشاركتهم لنا الحكم او حتى الانفراد به متى ماجاء عبر الطرق السلمية والانتخابات عبر وسائل الدولة المدنية الحلم ..... لقد جربنا وعلى مدى زهاء الثمانين عاما منذ الاستقلال حكم اهل الوسط والنخب النيلية فلم يقدموا غير النموذج الاسؤ من انواع الحكم والفساد .
مقال زهير يجب ان يسأل عنه ويتم استجوابه لأن فيه مدعاة للفتنة .
تحياتى