ومضة
مصطفى نصر
فطور المراقبين
* من أحدث إبتكارات مدراء المدارس ما يعرف بـ(فطور المراقبين) على وزن (فطور العريس) فبعد أن تتكبد الأسر رسوم الامتحانات لطلابها في صف ثامن، والتي بلغت في هذا العام 270 جنيهاً، تلح عليهم إدارات المدارس بدفع أتاوات إضافية لما يعرف بفطور المراقبين، بل إن بعض المدارس تضيف إليها رسوم الثلج وعمال نظافة القاعات، وأشياء أخرى لا يعلم مداها إلا الله، وهو أمر لا أدري إن كان وزير التربية بالخرطوم د. فرح مصطفى قد بلغه نبأه أم لا، لكنه في رأيي ليس سوى عبء على المدارس ترسله ببساطة على رؤوس أولياء الأمور، لأن المحليات تتقاعس عن واجبها في دعم التعليم، وتوفير متطلبات المدارس، حتى أصبح أولياء الأمور المثقلون أساساً بأعباء التحرير الاقتصادي ورفع الدعم يسددون كل متطلبات المدرسة من ماء وكهرباء وطباشير ولا أدري ماذا بقي للدولة بعد ذلك لم يدفعه عنهم المواطن.
* لقد كان من أول ما تبادر إلى ذهني، فيم تصرف الرسوم البالغة 270 جنيهاً، ولما سألت جاءتني الإجابة بأن اتحاد المعلمين يستأثر من هذه الرسوم بمبلغ 145 جنيهاً، لا أدري مقابل ماذا؟ ولماذا لا توجه هذه المبالغ لمصروفات مراكز الامتحانات بدلاً عن التسول، فلو وجهت تلك المبلغ للمراكز، فالمراقبون سادتي في غنى عن أموالكم لفطورهم، لكن ماذا يفعل مدراء المدارس وأموال الامتحانات توجه لوجهة أخرى لا علاقة لها بالغرض الذي جمعت من أجلها.
* أنا سادتي منحاز لمدراء المدارس ولا أوجه إليهم حتى ذرة من اللوم على إثقال كاهل أولياء الأمور بمبالغ إضافية إذ أني بتوجيه السؤال لأحد مدراء المدارس علمت منه أن إعداد المركز لا تقل تكلفته عن 3 آلاف جنيه، وأن الوزارة قد وعدتهم بسداد 300 جنيه فقط، وهي بالرغم من قلتها مؤجلة لما بعد الامتحانات وقد تأتي أو لا تأتي، فماذا سيفعل مدير المدرسة وأمامه واجب توفير الإفطار للمراقبين والشرطة ولعمال النظافة ولعاملين آخرين يقومان بتلبية طلبات الطلاب للماء، فلو كان اتحاد المعلمين يحس بمسؤوليته في التعليم لما انتزع رسوم الطلاب ليوجهها لأشياء أخرى لا يستفيد منها المعلم ولا العاملين في الحقل التعليمي.
غدا آخر لحظة 3-3-2018