سلام على محجوب شريف في العالمين

 سلام على محجوب شريف في العالمين
ومضة 
بقلم مصطفى نصر
في ذكرى شاعر الشعب
* تمر علينا اليوم الذكرى الرابعة لرحيل (شاعر الشعب) الأستاذ الشاعر القامة والمربي الفاضل  محجوب شريف – عليه رحمة الله- ونحن مع ذكرى رحيله الرابعة نعزي أسرته الصغيرة ممثلة في زوجته السيدة أميرة الجزولي  وابنتيه مريم ومي، ولأسرته السودانية الكبيرة بالداخل والخارج والتي أحبت أشعاره واعتبرته صوتاً لها يشدو بآمالها وآلامها،  فقد كان محجوب شريف بحق هو شاعر الشعب، استطاع بزهده الكبير عن الدنيا وزخرفها  أن يكون في غنى عن أي تطبيل للسلطات التي توالت على السودان، وحتى عندما كتب مؤازراً لمايو بأناشيد مثل: (يا حارسنا وفارسنا) ومثل (تسلم مايو لينا وليك نسلم) كتب ذلك عن قناعة راسخة بالحقبة الأولى من العهد المايوي، وليس رغبة في دنيا يصيبها أو مال يجنيه، أو فوائد يحصل عليها.. فهو قد تعلم من مدرسة التربية والتعليم كمعلم راسخ في هذه المهنة، أنه لا أحد في الدنيا كلها يستحق الولاء والوفاء سوى هذا الشعب العظيم.
* وقد كتب بوعيه السياسي المبكر والمتقدم منفستو لما يريده الشعب – الذي هو واحد من أفراده ـ فكتب في شعره تطلع الأمة للكفاية والعيش الكريم والحياة الحرة في قصائده الشهيرة: "يا والدة يا مريم، السنبلاية، الحرامي، الغويشايه، مساجينك، صباح الخير مساء النور، أوعك تخاف، و تغنى له العديد من الفنانين والفرق الموسيقية داخل وخارج السودان، وبرز محجوب شريف كشاعر إنساني وضع بصمته في خارطة الشعر بعد أن أثرى الساحة الثقافية في بلاده بالأغنية والقصيدة الوطنية،.. إذ يشير نقاد و متابعون إلى أن قصائده التي تغنى بها الفنانون السودانيون، أسهمت في تشكيل خارطة الغناء الوطني في السودان.. وقد كرس كتاباته لمناهضة الحكومات الدكتاتورية والانقلابات العسكرية، الأمر الذي أدى به للفصل التعسفي من العمل والاعتقال مرات عدّة، ورغم ذلك ظل وفياً للشعب السوداني وقضاياه الوطنية.
* ولد شاعرنا الراحل بقرية أب قدوم ريفي المسلمية في العام 1948.. وأكمل المراحل الإبتدائية والمتوسطة والثانوية في الفترة ما بين ( 1956 – 1968 ) حيث درس في كل من مدرسة المدينة عرب ثم معهد مريدي للمعلمين بالخرطوم.. وتخرج معلماً في 1968م.. وعمل منذ عام تخرجه في 1968م معلماً بالمدارس الابتدائية بالمدينة عرب، معهد التربية بالخرطوم، ومسؤولاً للمناشط التربوية بالمدارس الحكومية حتي العام 1978، إلى أن تم فصله وإحالته للصالح العام في 1989م..  وقد كتب الشاعر جيلي  عبد الرحمن عن ديوانه (الأطفال والعساكر) لا نبالغ إذا قلنا إن هذا الديوان- وهو بعض من شعر صاحبه- يمثل قمة للفن الثوري الأصيل الذي يتكامل فنياً وديمقراطياً في السودان، وانفجر كالإعصار في خضم المد الجماهيري الذي توجه شعبنا بإنتفاضة 19 يوليو 1971 م. إنه من ظواهر الطبيعة الاجتماعية إذن... تلك التى بدأت مخاضها بالثورة المهدية، واستكملت حلقة صاعدة فى ثورة 1924م.، ثم تبوأت قمة جديدة بانبثاق الحركة الوطنية- والماركسية بالذات- بعد الحرب العالميَّة الثانية لتصفية الاستعمار البريطانى... ثم استكمال الثورة الوطنية الديمقراطية... وأخذت خصائصها الجديدة تستبين فى عاصفة أكتوبر 1964... ولا نقول إن هذا الفن قد انفجر اعصاراً عاتياً في السبعينات من باب التزويق البياني... فنحن نعني بذلك أن راياته المشرعة، وسماته فى الشكل والمحتوى قد اكتسبت نوعية وميلاداً جديدين.