إضاءات طه النعمان

ج إضاءة الأحد 10 نوفمبر

*تغيير الولاة ..موضوع نقاش

* وصلتني رسالة من د. المعز مالك استاذ التنمية الاجتماعية بجامعة الأحفاد.. وهو من النخبة الأكاديمية المهمومة بقضايا الوطن، ما جعله مشغولا بتفاصيل التطورات المتصلة بمسيرة التغيير و القرارات الصادرة من تحالف قوى الحرية والتغيير.. كالقرار الذى أعلن أخيرا بالذهاب إلى تغيير الولاة العسكريين بمدنيين، و تعيين المجلس التشريعي الانتقالى بحلول السابع عشر من نوفمبر الحالي.. إعمالا لبنود الوثيقة الدستورية.
* وفيما يلي ما كتبه د. معز حول مسألة تغيير الولاة كموضوع للنقاش:
* بعد إنتهاء فترة التيه التي عاشتها البلاد خلال ما يقارب خمسة أسداس (٦/٥) عمر الاستقلال من المحتل الأجنبي.. فإن الهدف الأساس الذي ننشد، ضمن أهداف أخرى، لإنجاز خطط الخدمات و التنمية، هو تهيئة جوٍ من الإستقرار في كافة جوانب الحياة و المجتمع، سياسياً و إجتماعياً و إقتصادياً.
* ما دفعني لكتابة هذا التعليق المقتضب هو خبر قرأته يفيد بأنه نتيجة لضغوض من (الجبهة الثورية) هناك ميل، سماه البعض (إتفاقية سرية) لإنهاء مهمة الولاة العسكريين و تعيين ولاة مدنيين مؤقتين محلهم.. و ذلك لحين إكتمال عملية السلام.. و هذا بالطبع يعني بأنه سيتم إستبدال بعضهم بولاة من الحركات المسلحة.. في نحو شهور أربعة.
* في هذا المنعطف لدي بعض الأسئلة أود توجيهها للإخوة في تحالف (ق. ح. ت) علها تلقي مزيداً من الضوء على هذا الموضوع الهام:
* هل الركود الذي تعاني منه الولايات ناتج عن وجود ولاة من العسكريين أم لأسباب آخرى؟
* هل الولاة المدنيون سينخرطون في الإنجاز فور إختيارهم، أم سيحتاجون وقتا للإلمام بمكونات و إمكانيات و خصوصيات ولاياته؟ ..وهو عندي سيقود لاستبدال بعضهم .. بما يعني مزيدا من عدم الإستقرار.. هذا إن لم يتم في فترة لاحقة تجميع (الولايات) في (أقاليم).. و هو ما يفضي إلى عدد أقل من الحكام أو المحافظين و مزيد من التغييرات الهيكلية.
* إن التنافس بين المدنيين و العسكريين يجب ألا يعمي الناس عن أن عساكر اليوم ليسوا عساكر الأمس، رغم ما أصاب تلك المؤسسة من تجريف معلوم، شأنها شأن بقية مرافق الدولة التي طالتها يد
التخريب الإنقاذية.
* و للتدليل على (التغيير) الذي مس العسكريين بعد الثورة، يمكن الإشارة الى بعض القرارات التي شهدناها تتخذ في في الآونة الأخيرة.. قرارات نراها منحازة لمصلحة البسطاء و المظاليم كالتي أصدرها والي الخرطوم الحالي.. كمحاولة تحديد الأسعار و إعلانها كتابة، و تيسير أقساط السكن الشعبي، إضافة لتسوية الكثير من المظالم، مع تحريك دفة العمل لتمكين المنتجين من الحصول على قطع الأراضي الزراعية، التي ظلت موقوفة بواسطة الوالي الأسبق عبد الرحيم محمد حسين خلال سنوات الممتدة.
* هذا، و توجد الكثير من الدفوع التي تؤيد بقاء العسكريين كولاة.. إلى حين إستجلاء الإمور، مع الإنفتاح لبقاء بعضهم في مناطق الهشاشة و الولايات التي يبلون فيها بلاءاً حسناً و يتمتعون فيها بسند جماهيري كبير.. و إلى ذلك الحين لا بد من إزالة العقبات و سد الثغرات التي تحول بين الولاة العسكريين و بين تمكينهم من إنجاز المهام الموكلة لهم.
* وصيتي هي؛ "المهلة و لوك الصبر" ، مع حسن التخطيط حتى تكتمل الصورة الشاملة لعملية التغيير بإذن الله تعالى.
* هذه هي وجهة نظر دكتور المعز، التي يبدو أن دافعها هو الحرص على استقرار المرحلة الانتقالية، وعدم تعريضها لهزات كبيرة قد تقود لصدامات غير محمودة.. لكنها تهمل بعدا مهما هو (مدنية الدولة) التي كانت أحد شعارات الثورة إبان الصراع مع المجلس العسكري، وإحدى شروط الإتحاد الأفريقي لاستعادة عضوية السودان، كما أن المجتمع الدولي يراقب التحول (الكامل) نحو المدنية- وليس في المركز وحده- قبل أن يرفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب و المقاطعة الاقتصادية.. هذا غير ما نرصده من حراك جماهيري محتدم في عدد من الولايات، بسبب تصرفات بعض الولاة التى يصنفها الناس ضمن مخططات الثورة المضادة.