كانت الطالبة في كلية الهندسة، رفقة عبد الرحمن، من بين المشاركات في "الموكب النسوي" الحاشد بالخرطوم قبل أيام، للمطالبة بالمساواة والإنصاف ووقف الانتهاكات ضد النساء خاصة في مناطق النزاعات المسلحة في البلاد.
وكانت مشاركتها بارزة باعتبارها أصبحت واحدة ممن يُعرفن محليا بأيقونات التغيير في السودان، بعد أن أُطلق عليها لقب "صائدة البمبان" - وسُميت بذلك لأنها كانت تُرجع قنابل الغاز المسيل للدموع للقوات الأمنية التي كانت تحاول فض الاحتجاجات.
جاءت هذه المظاهرات النسائية في الذكرى الثانية لسقوط نظام حكم الرئيس السابق، عمر حسن البشير، نتيجة ثورة شعبية.
وكانت نساء كثيرات في المظاهرة الأخيرة قد شاركن في الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالبشير - قبل عامين - وكانت رفقة من بينهنّ.
تقول رفقة لبي بي سي نيوز عربي إنها شاركت في المظاهرات الأخيرة بعدما شعرت بمماطلة الحكومة الانتقالية، التي شُكلت قبل شهور، في الوفاء بالتزاماتها تجاه المرأة.
وتضيف: "لم نشعر بكثير من التغيير، لذا خرجنا مرة أخرى للشوارع من أجل انتزاع حقوقنا كنساء"،
وفي هذا الصدد تقول رفقة: "كل التبريرات التي قيلت حول ضعف مشاركة النساء في الحكومة الانتقالية غير مقنعة بالنسبة لي. المرأة السودانية قادرة وناجحة إذا أعطيت فرصة كافية".
"ردة في الحريات العامة"
واحدة من مطالب النساء اللائي شاركن في الموكب النسوي هو وقف التمييز على أساس جنس الشخص والمطالبة بالمساواة.
وجاء هذا المطلب بعد دعوات من قيادات في الشرطة السودانية بإعادة العمل بقانون النظام العام بدعوى المحافظة على "قيم المجتمع".
وكانت الحكومة الانتقالية قد ألغت هذا القانون الذي كان مصمما "لإهانة المرأة" كما تقول ناشطات، إذ يفرض القانون عقوبات تشمل الجلد والسجن والغرامة ضد النساء في حال إدانتهن بارتداء زي فاضح أو غيرها من التهم المتعلقة بالحريات الشخصية.
وتقول رفقة إنها لاحظت بوادر عودة لتطبيق القانون مرة أخرى "وهو ما لن نسمح به".
وتضيف "أعتقد أن بعضهم يريد العودة بنا إلى أعوام حكم البشير وقوانينه السيئة، وهو أمر إن حدث فسيكون رِدّة في مجال الحريات العامة".
"استمرار الانتهاكات"
شهدت مناطق واسعة في إقليم دارفور غربي السودان نزاعات مسلحة ذات طابع قبلي، الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح مئات الأشخاص وتشريد الآلاف.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن النساء تعرضن للعديد من الانتهاكات من بينها الاغتصاب والعنف الجسدي واللفظي خاصة في أحداث مدينة الجنينة بغرب دارفور.
وتأمل رفقة ورفيقاتها الناشطات أن تتوقف النزاعات الدموية وبالتالي أن تقل عملية الانتهاكات المستمرة ضد النساء في مناطق النزاعات.
وتقول "صائدة البمبان" إنها متفائلة بالمستقبل بالرغم من الصورة غير المثالية للنساء في السودان بعد التغيير السياسي: "مازلت متفائلة بإمكانية قطف ثمار التغيير لأن المرأة السودانية تستحق ذلك ولأنها قادرة على النجاح".