ومضة
مصطفى نصر
أيام في الأزهر (13)
^ بعد اسبوع واحد من ظهور النتائج استلمت من المعهد الديني بضاحية سموحة بالاسكندرية الشهادة الثانوية العامة الأزهرية .. التي حصلت فيها من القسم الأدبي على مجموع ١٠٥٠ من ١٥٠٠، بعد أسبوعين بدأ العمل في مكتب تنسيق القبول للأزهر بمدينة البعوث الإسلامية بحي الدراسة ..بدأت الآمال بتحقق حلمي منذ الطفولة في دراسة الصحافة والإعلام تقترب .. وجدت في ذلك الكتيب الأنيق الموسوم باسم دليل القبول للجامعات الأزهرية أن الصحافة ضمن الأقسام بكلية اللغة العربية بالقاهرة فقط.. بينما تخلو بقية كليات اللغة العربية المتعددة بالمحافظات من هذا التخصص .. وضعت هذا الخيار كخيار أول .. تليه رغبة الأسرة في دراسة الشريعة والقانون ثم توجد رغبة ثالثة لابد من كتابتها وضعت عليها كأداء واجب كلية اللغات والترجمة لرغبة لدي في دراسة اللغة الفرنسية وترجمتها الفورية.
^ وبعد انتظار لنتائج التنسيق ترددت فيها بين القاهرة والإسكندرية لعدة مرات .. ظهرت نتائج لجنة التنسيق.. وتم قبولي في رغبتي الأولى وهي كلية اللغة العربية بالقاهرة .. ووصل اسمي بعد تردد عدة مرات للكلية .. وبدأت إجراءات التسجيل في الكلية المحددة.. وبقي أن يتم توزيعي على القسم الذي أرغب فيه وهو الصحافة والإعلام.. لكن لسوء حظي فان جميع الطلاب .. أي ما يقارب ال 500 طالبا قدموا في ذاك العام الذي أتيت فيه أنا بالذات لقسم الصحافة.. الذي لا يتسع إلا لمائة وخمسين طالبا فقط.. رغم أن الغالبية في السنوات الماضية كانت تقدم للشعبة العامة -وهي قسم اللغة العربية- الذي ينال الطالب المصري المقبول فيه خمسة جنيهات كمعونة مالية شهرية ترغيبا في هذا القسم.. لذا كان المصريون لا يتنافسون إلا فيه... وبدأت إدارة الكلية في البحث عن وسيلة عادلة للفصل بين الطلاب .. فلجأت لعمل معدلات محددة لكل قسم .. وكان معدلي ينقص بدرجة واحدة عن السقف المحدد .. فقبلوني في قسم لم يدر بخيالي حتى وهو قسم التأريخ والآثار..
* عدت مرة أخرى لإدارة التنسيق والقبول .. وشرحت لهم أنني لم أقدم لكلية اللغة العربية إلا لرغبتي في دخول قسم الصحافة وألإعلام .. وأريد أن انتقل لرغبتي الثانية الشريعة والقانون أو الثالثة اللغات والترجمة.. لكنهم قالوا إن القبول قد تم ولن يتم تغيير الرغبة إلا ببديل من الشريعة أو اللغات يرغب في دراسة اللغة العربية في قسم التأريخ والحضارة.. فعجزت عن إيجاد البديل .. فتوكلت على الحي القيوم وعدت راضيا بقضاء الله وقدره لقسم التأريخ والحضارة الذي أكثر ما حفزني إليه أنتي اكتشفت أن فيه دراسات للمصريات وطرق حفظ الآثار وترميمها عمليا ونظريا في السنة الأخيرة بصحبة بروفيسورات متخصصين في الآثار ..
لم يعد أمامي الا الرضوخ للأمر الواقع ودراسة تخصص لا أحبه .. فدخلت إلى قسم التاريخ والآثار .. فقضيت فيه عدة شهور وأنا ضائع بين خوفو وخفرع ومنقرع والإله آمون الملقب برع إله مصر الفرعونية وبلاد النوبة في مروي ونبته من الفراعنة السود، إلى أن حررنا من ألوهيته في السودان الملك أركماني أو أرقماني سنة 3670 ق .م .. فاتخذنا بدلا منه الإله أباداماك.. كإله سوداني خالص.. والذي تجلى في عالمنا الأرضي في شخص القائد العظيم نيما الذي كان يلقب بـ(قلب الأسد) لشجاعته، وهو ابن الملكة أماني شيخت وزوج الملكة نيستا.. حيث كان الفراعين ينسبون الابن للأم وهو أعزب ثم للأم والزوجة بعد الزواج.
يتبع