قصة قصيرة جدا
ونسيت الليل
بقلم: مصطفى نصر
طال أمد الهجر بينهما حتى أنه ظنَّ أن حبال الوصل بينهما قد تصرَّمت، لكنه ما أن قابل الحبيب ساعة صدفةٍ أجمل من ألف معاد، حتى احسَّ بأن ضرام الحب ما يزال حيا يشتعل، بأمارة أنه قد فوجيء بشوق كبير نطقت به عيناه رغم تعطل لغة الكلام، مع رعشة خفيفة تسري في يديه، وبسمة حانية كست خديه ولألأت وجهه الصبوح .. ….
حسنًا قبل أن أقع في فخ هذه الابتسامة المخادعة مرة أخرى، قلت لقلبي بصوت مسموع فلنكن واضحين: تعاهدنا أنا وأنت على لاءات ثلاث لن أضعف لن أستسلم ولن أعود إليه، ما بالك أيها القلب الجبان بدأت بالخفقان؟ ألم أوصيك يا ابن ال……. ألا تحن إليه مرة أخرى؟، ألم تعاهدني بأن لا عودة إليه؟ هل نسيت أنك قلت لي أكثر من مرة (سنعيش بسلام أكبر بدونه) ألم تقل أمام الملأ (فليذهب إلى الجحيم)؟
هل ستشمت بي الأعداء أيها اللئيم؟ هل ستعيدنا مرة أخرى إلى المربع الأول؟ لماذا نسهر أنا وأنت وحدنا والناس نيام؟ لماذا نكتئب والعالم من حولنا يفيض جمالا وإشراقا؟ ألم تقل لي (سوف أكون قاسيًا في المرة القادمة .. وسأقول لا بالفم المليان)؟ ……
أصمَّ القلب أذنيه، وضع أصابعه على آذانه، بدأ يرفع صوته أكثر فأكثر لكي لا يسمع ما أقول، يردد مقطعا ينطلق مع صوت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم وهي تدندن بصوتها الشجي على مقام الصبا الساحر المليء بالشجن:
وقابلته نسيت انى خاصمته
ونسيت الليل اللى سهرته
وسامحت عذاب قلبى وحيرتى
معرفش ازاى ازاى انا كلمته
مقدرش على بعد حبيبى
انا ليا مين مين الا حبيبى