تمكين المرأة لا يزال منخفضابقلم: مصطفى [u]نصر u]
تقرر إحصاءات البنك الدولي أنه رغم التحسن الكبير لتمكين النساء من التوظيف مقارنة بالقرن المنصرم، إلا أن الهوة بين توظيف الجنسين مازالت متسعة، بمقدار ٣٥٪ في أوروبا وأمريكا الشمالية، ولما يصل إلى ٦٥٪ في وطننا العربي، وهي فجوة كبيرة لابد من وضعها في عين الاعتبار في خطة التنمية المستدامة ٢٠٣٠م، حتى تستطيع المجتمعات النهوض بجناحيها الذكوري والأنثوي معا.
وقد آكد الصندوق أن سد هذه الفجوة مفيد جدا لاقتصاداتنا المتأثرة أصلًا بضمورها من تداعيات كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا واثرهما الكبير على الاقتصاد العالمي، مشيرين إلى آن سد الفجوة سيزيد مستوى الدخل المحلي للدول بنحو 20% من خلال النشاط الاقتصادي لهذه الفئة، وبالتالي يقل تأثر الرجال والنساء بالأزمات الراهنة، بمقدار قدرتهم على الاستفادة من التحول الهيكلي والرقمنة والتحول الأخضر.
وبرأيي الخاص لابد للسياسات والبرامج والاستثمارات على جميع المستويات الاستعداد لمواجهة الآثار الخاصة بنوع الجنس والتصدي لها، ويتطلب ذلك الإرادة الحقيقية للرجل في تجاوز هذه المشكلة وتجاوز الاعتبارات والحجج التقليدية بتعرض المرأة للظروف القاهرة والتحرش، وتلك الحجج الواهية بعدم قدرة المرأة بالعمل تحت الضغط، وتغيبها الكثير عن العمل لرعاية الأبناء، خاصةً وأن التجربة العملية أكدت أن حالات التحرش بالمرأة العاملة لم تعد بقدر كبير كما كان الحال قبل عقود، كما أن نسبة كبيرة من النساء العاملات استطعن مع تراكم الخبرة أن يوفقن بين واجباتهن البيتية ومتطلبات العمل، ولم تعد المرأة عالة على صاحب العمل ولا معطلة لدولابه، بل إنً كثيرأ من النساء أصبحن أكثر قدرة على العطاء في مواقعهن من الرجال.
إننا في الفترة القادمة أكثر حاجة لان نجعل من احتفالاتنا الصورية الشكلية بيوم المرأة العالمي أكثر صدقاً مما مضى، بأن نجعل من المناسبة فرصة للتوقف الجاد لدراسة وسائل تمكين المرأة وتأهيلها وتدريبها للالتحاق بسوق العمل، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النساء شقائق الرجال" لإدراكه التام لدورهن في المجتمع المساوي لدور الرجل وقدرتهن على دفع عجلة الإنتاج وبالتالي زيادة فرص النمو الاقتصادي
وبالله التوفيق والسداد