مدارس الفن التشكيلي نظرة من قريب
المدرسة الدادائية (DADA)
بقلم مصطفى نصر
في عام 1916، قام مؤسس الحركة هوغو بول، وزوجته إيمي هينينيز، وأصدقائه ترزتن تزارا، هانز آرب، ريتشارد هوسينسلبيك، صوفي تابوير، وقائمة من الفنانين الذين أعلنوا رفضهم للحرب في كبريه فولتير في أول أمسية عامة في الملهى بتاريخ 14 يوليو 1916 بتدشين حركتهم.
وتلا تزارا البيان الأول للحركة؛ وأعاد تلاوته مارسيل جانكو متضمنا فكرة المدرسة الدادائية (DADA). التي قامت برفض كل القيم والقواعد ومعايير الأدب والفن والجمال السائدة التي لم توقف اندلاع هذه الحرب.. وبنوا مدرستهم على قاعدتي الفوضى والقبح.. معتمدين مخلفات القمامة كأدوات لفنهم.
[مبادئ الدادائية]..
قامت المدرسة الدادائية على المبادئ التالية
١/ تتسم أعمالها بالركاكة وقلة الذوق.
٢/ هدم وتدمير كل ما هو جميل.
٣/ استعملت آلات وأدوات منزلية ليس لها معنى.
٤/ أدخلت فكرة العمل الجاهز.
٥/ حاربت الفن الكلاسيكي وفنون الأكاديميات.
٦/ مهدت للحركة السريالية.
٧/ أثرت الحركة على كل ما له علاقة بالفنون البصرية، الأدب، الشعر، الفن الفوتوغرافي، نظريات الفن، المسرح، والتصميم.
٨/ قامت على السخرية من كل ما هو جميل ووصفته بالبرجوازية الزائفة وسخرت من الفن نفسه
٩/ استخدمت تقنيات جديدة مثل
أ. الكولاج: وهي طريقة قص ولصق بعض القطع على اللوحة مثل: الخرائط وتذاكر النقل وقصاصات الصحف بغية تصوير جوانب الحياة.
ب. فوتومونتاج: هي قص ولصق الصور التي تم التقاطها بوساطة وسائل الإعلام وإعادة تجميعها بطريقة جديدة.
ج. التجميع: هي طريقة تجمع قطع ثلاثية الأبعاد مع بعضها لتخرج بشكل جديد يدل على الحرب وما خلفته.
د. العمل الجاهز والعمل الذي صنع عن طريق الصدفة وفيها يتم اختيار عمل جاهز وإعادة تسمية التوقيع عليه من اجل أن يرمز لفكرة معينة أو اخذ عمل صنع صدفة بتأثير العوامل الطبيعية، فيعرض كما هو من غير تعديل عليه، ومن أمثلة ذلك العمل الجاهز (النافورة) للفنان مارسيل دوشامب، إذ وقع اسمه عليها.
وبعد هذه نبذة مختصرة حول المدرسة الدادائية توضح أنها جاءت لتحطم المعايير التي اعتاد عليها الإنسان، وهي مدرسة الجنون والحمق كذلك، والكفر بكل ما آمنت به الإنسانية من مقدسات في مختلف مجالات الحياة، والذي تمخضت عنها هذه الثورة المدمرة التي سعت بكل ما تملك لتفتيت وهدم كل ما سبقها من نُظم وقيم ونظريات٠٠ وهي تأتي في ختام هذه الرؤية من قريب لمدارس الفن التشكيلي التي جاءت الدادائية في آخرها
-------------------
مراجع المقال
١/جوزيڤ هوبكنز - الدادائية والسريالية - ترجمة أحمد محمد الربيعي - نسخة PDF موقع مكتبة هنداوي ٢٠٠٨م
٢/ بهنسي عفيفي - مبادئ المدرسة الدادائية- مديرية الكتب الجامعية، دمشق، ١٩٨٣
٣/ علي الشوك - الدادائية بين الأمس واليوم - طبعة المؤسسة الأهلية للطباعة والنشر بدون تاريخ
٤/ محمود البسيوني - أسرار الفن التشكيلي - طبعة عالم الكتب - 1994
٥/ أحمد مشرف مصطفى - ثورة الفن التشكيلي _ طبعة الهيئة العامة للكتاب القاهرة - 2008