أمومة مبكرة
بقلم: مصطفى نصر
نزلت عند رغبة عاطفة أمومة مبكرة لديها، لذا وافقت على أن تتزوج جارهم الذي فقد زوجته بعد أسبوعين فقط من وفاة أمهم رغم صغر سنها وعدم إكمالها دراستها الجامعية، لميل طفله وطفلته إليها وتعلقهما بها دون نساء وفتيات الحارة كلهن، وتعلقها هي الأخرى بهما، قالت أم جارهم لأمها اتمنى أن توافق ابنتكم على الزواج من ابني رغم الظروف لأن أطفاله لا يكفون عن البكاء إلا حين تحملهما.
وافقت على الفور بطريقة لم تتخيلها أمها وأسرتها، وحزنت أمها كثيراً، لأن بنتها الوحيدة التي طالما حلمت بأن تراها الى جانب زوجها في قفص الزفاف ستتزوج دون أي مظاهر للفرح، ودخلت في حياة جديدة دون ترتيب مسبق، ودون مظاهر فرح ولا فستان زفاف، وجدت نفسها في عش الزوجية الذي لم تتحسب له، أرادت أن تكون أمًا فقط بدون زوج، لذا وافقت فوراً عندما أخبرها جارهم أنه ليس سهلاً عليه أن يدخل معها في أي علاقة أو تنتظر منه حباً أو حياة زوجية وفاءً لزوجته الراحلة.
لم يقترب منها ولم تقترب منه طوال ٤٠ يوما، لكن هيهات فقد تعلق بها زوجها في وقت وجيز جزاء الصنيع الذي قدمته لطفليه، وكانت نعم الأم لهما، وضحت بدراستها الجامعية بتجميد العام، حتى يكبرا قليلا، وبعد أن كان زاهدا فيها يقيم كل واحد منهما في غرفة مستقلة، قرر الزوج بعد أربعينية زوجته ألا يكون أنانياً وطلب منها ان يقيم لها حفل زفاف وشهر عسل تحقيقا لرغبة كل فتاة وكل أسرة في أن تفرح بابنتها، تحول الزفاف الذي كان مع وقف التنفيذ إلى حقيقة.