مقال نقدي
قراءة نقدية في أسرار صناعة النص المسرحي (١)
مدخل
بقلم: مصطفى نصر
المسرحية هي نص نثري أو شعري طويل، يروي قصة من خلال حديث شخصياتها وأفعالهم، وتدور فصولها على خشبة المسرح أمام الجمهور، وهنا وجب التفريق بين المسرحية والمسرح . فالمسرحية نعني بها النص المسرحي القابل لأن يُمثّل، ونعني بالمسرح النص المسرحي ممثّلا على خشبته ومعروضاً على جمهوره
وعناصر المسرحية خمسة؛ هي اللغة، والحوار، والشخصيات، والحبكة، والعناصر الفنية، وسنتناولها بالتفصيل عبر عشرة مقالات متتالية، وسينحصر حديثنا هنا كمدخل تمهيدي عن الفرق بين الرواية والمسرحية، والفرق بين الكاتب الروائي والكاتب المسرحي، وكاتب السيناريو وكاتب الحوار، والكاتب المسرحي الشامل الذي يكتب القصة والسيناريو والحوار معاً مستفيدا من خبراته في متطلبات خشبة المسرح، وتكلفة الإنتاج بالتركيز على مشاهد لا تحتاج للكثير من الأموال.
ولغة المسرحية غالباً هي لغة نثرية، وتوجد بعض النصوص المسرحية التي صيغت شعراً، ولعل رائد هذا الفن هو أمير شعراء العصر الحديث الأستاذ أحمد شوقي، الذي كتب عدة مسرحيات شعرية، منها مصرع كليوباترا والست هدى ومجنون ليلى وعلي بك الكبير وقمبيز وأميرة الأندلس و عنترة، وكلها صاغها شعراً.
وتمر لغة المسرحية بمرحلتين يكتبها المؤلف كقصة، ثم يتسلمها منه كاتب السيناريو فيحولها إلى مشاهد حوارية، وقليل من الكتاب لهم خبرة في كتابة القصة والسيناريو والحوار معاً، وقد يكون المخرج هو كاتب السيناريو والحوار لأنه الأدرى بأجواء العمل المسرحي وماهية ما يجب أن يحمله من سيناريو وحوارات تتناسب مع مساحة خشبة المسرح المحدودة.
والفرق بين القاص والروائي من جهة والكاتب المسرحي من جهة أخرى أن هنالك صفات يجب توافرها في كاتب المسرح، كضرورة أن يكون ملماً بطبيعة وإمكانيات خشبة المسرح الذي سيعرض عليه ما يكتب، حتى يستطيع وضع أحداث وشخصيات تناسب تلك المساحة، فلا يشعر المشاهد بالتكدس أو الخواء.
وغالبا ما يجتمع كاتب القصة وكاتب السيناريو وكاتب الحوار والمخرج والمنتج على طاولة واحدة، لاقتراح بعض التعديلات في النص ليتناسب مع إمكانية العرض على خشبة المسرح بتكلفة أقل، أما بالنسبة لكاتب السيناريو فعليه أن يوفق بين المشاهد المكتوبة وميزانية الإنتاج، بحيث تكون لديه الحنكة الفنية لتغيير أي مشاهد لا يمكن تنفيذها فعلياً بسبب الميزانية أو أي شئ آخر، بما لا يؤثر على طبيعة العمل ومجرى الأحداث.
هناك أوجُه تشابه واختلاف وكثيرٌ من الفرق بين القصة والمسرحية في كثير من النواحي الفنية، ذلك أنّ المسرحية تعدّ في الحقيقة لونًا من ألوان الفنّ القصصيّ، فهي قصة ممثلة أو ممسرحة، تشتمل على أهمّ عناوين الفن القصصيّ، كالحادثة والفكرة والشخصيّة، ومع هذا، فهي تختلف عن القصة من بعض الوجوه الفنية الأخرى، وبخاصّة من ناحية البناء الفني والصياغة التعبيرية، فالقصة تقوم على عنصر السرد، ويأتي فيها الحوار كوسيلة مساعدة، بينما الحوار هو أهمّ ما يميّز الصياغة التعبيريّة للمسرحيّة؛ وذلك لأنّه يعد في الواقع أداة المسرحية، وعليه تقع أعباء فنيّة كثيرة.
والفرق بين القاص والروائي والكاتب المسرحي أن هنالك صفات يجب توافرها في كاتب المسرح، كضرورة أن يكون ملماً بطبيعة وإمكانيات خشبة المسرح الذي سيعرض عليه ما يكتب، حتى يستطيع وضع أحداث وشخصيات تناسب تلك المساحة، فلا يشعر المشاهد بالتكدس أو الخواء. أما بالنسبة لكاتب السيناريو فعليه أن يوافق بين المشاهد المكتوبة وميزانية الإنتاج، بحيث تكون لديه الحنكة الفنية لتغيير أي مشاهد لا يمكن تنفيذها فعلياً بسبب الميزانية أو أي شئ آخر، بما لا يؤثر على طبيعة العمل ومجرى الأحداث.
هناك أوجُه تشابه واختلاف وكثيرٌ من الفرق بين القصة والمسرحية في كثير من النواحي الفنية، ذلك أنّ المسرحية تعدّ في الحقيقة لونًا من ألوان الفنّ القصصيّ، فهي قصة ممثلة أو ممسرحة، تشتمل على أهمّ عناوين الفن القصصيّ، كالحادثة والفكرة والشخصيّة، ومع هذا، فهي تختلف عن القصة من بعض الوجوه الفنية الأخرى، وبخاصّة من ناحية البناء الفني والصياغة التعبيرية، والحوار، هو أهمّ ما يميّز الصياغة التعبيريّة للمسرحيّة؛ وذلك لأنّه يعد في الواقع أداة عرض المسرحية الرئيسة، وعليه تقع أعباء فنيّة كثيرة،
وسيتم التحدث في المقال القادم بالتفصيل عن الفرق بين القصة والمسرحية والفرق بين الكاتب المسرحي وكاتب السيناريو وكاتب الحوار فإلى لقاء قريب بمشيئة الله.