قصة قصيرة جدا
رسم صورتك على حسه
بقلم مصطفى نصر
جاءه اتصال من ذلك الرقم الذي يزيد ضربات قلبه، تعرف عليه من خلال النغمة المميزة جدا من مقدمة فيلم التايتانك لسيلين ديلون، التي ما أشرك فيها إنسانًا قط مع من رسم صورتها على حسه، جاءه من الطرف الثاني صوت صديقة حبيبته تحاول أن تقلد صوت حبيبته ولكن هيهات!
قلت لها حبيبتي هذه نسخة واحدة أصلية غير قابلة للتحوير ولا التقليد، حاول اليونان والرومان والفراعنة استنساخ نسخة أخرى منها منذ القدم لكنهم فشلوا، حاول الفرس والروم في العصر الوسيط لكنهم أخفقوا، حاولت دول الناتو وحلف وارسو التنافس على صنع نسخة أخرى حديثا فبارت تجارتهم، لأن حبيبتي مهما فعلوا بكل ثورتهم التكنلوجية الحديثة، بكل مافيها من تقنيات النانو، فهي لا تقبل القسمة على أي عدد سواءً فرديا أو زوجيًا أو حتى بين بين.
قلت لها؛ صوت حبيبتي غير قابل للتقليد بالنسبة لي، لأني نلت درجة الدكتوراة في النبر الصوتي لحبيبتي، واصبحتُ أستاذا دكتورا في قراءة الحالة الشعورية الوجدانية في كل ربع تون من صوتها، أعرف من نبرات محددة في صوتها هل هي مريضة أم جائعة أم بردانة، وأعرف من أرباع التون في القرار أنها أفاقت من النوم متى؟ ومن ثلاثة أرباع التون في الجواب، ما هي رغبتها في تلك اللحظة بالذات، وفي كل اهتزازة وتموج كل ديسابيل في صوتها حالتها الشعورية الوجدانية الدقيقة، فمن أنت أيتها الصوت المسطح من كل ذلك، وهل تظنين أني انخدع؟
سمعت من الطرف الأخر صوت رنين متقطع ثم انقطاع الاتصال.