فن بناء الشخصية القصصية (3)
قراءة نقدية في عناصر فن القصة (15)
فن بناء الشخوص القصصية
بقلم: مصطفى نصر
الشخصيّة وهي أساس القصّة ومحورها الذي تصل من خلاله الأفكار، وتُعرض الأحداث، ومن خصائص الشخصية القصصية أنها ذات ثلاثة أبعاد مهمّة، هي:
أولاً: البعد النفسي الذي يشمل سلوك الشخصيّة، ومزاجها، وأفكارها، ومشاعرها، وأسباب تصرفها بهذه الطريقة في القصة، وما إلى ذلك.
ثانياً: البعد الجسديّ الذي يتمثّل بوصف الجسد الخارجيّ، كالوزن، والطول، والعمر، والهندام والمظهر.
ثالثاً: البعد الاجتماعي الذي يتمثّل بثقافة الشخصيّة، ونشاطها، ودينها، وطبقتها الاجتماعيّة التي تنتمي إليها، وغيرها من الأمور.
ومن الجدير بالذكر أنّ الشخصيّة تُقسَم إلى عدّة أنواع، هي:
١/ الشخصيّة الرئيسيّة حيث تتمتّع هذه الشخصيّة بالفاعليّة، والنموّ، والاستقلاليّة في رأيها، كما أنّها مسؤولة عن تجسيد الحدث، وبالتالي فهي تُعتبَر شخصيّة صعبة التكوين.
٢/ الشخصيّة الثانويّة (المُساعِدة) وتُعَدّ أقلّ أهميّة من الشخصية الرئيسيّة في القصّة، إلّا أنّها تؤدّي بعض الأدوار المهمّة في نموّ الأحداث، وفي حياة الشخصيّة الرئيسيّة.
٣/ الشخصيّة المُعارِضة وهي شخصيّة تتمتّع بالقوّة، وتُعرقل أهداف الشخصيّة الرئيسيّة (البطل) ممّا يساعد في تنمية الصراع بينهما، إلّا أنّ لها دوراً كبيراً في بناء الأحداث، وتناميها.
٤/ الشخصيّة البسيطة وهي الشخصيّة التي لا يطرأ عليها أيّ تغيير، فلا تتطوّر، ولا تنمو.
٥/ الشخصيّة النامية وهي الشخصيّة التي يرتبط نُموّها بسَير الأحداث، وتطوُّرها. الأسلوب وهو يُعبِّر عن طريقة القاصّ في جَذب انتباه المُتلقِّي؛ حيث لا بُدّ أن تحتوي هذه الطريقة على عنصر التشويق، بالإضافة إلى استخدام الأساليب القويّة، والمناسِبة لنَمط الأحداث، فلا يعيد تكرار الوصف، أو الألفاظ؛ حتى لا يتسبّب هذا الأمر بإحداث الملل في نفس المُتلقِّي، ومن المهمّ أن لا يتّسم أسلوب القاصّ بتقليد أسلوب غيره، حتى وإن أعجبه، كما أنّ الدقّة، والبساطة، والوضوح، من أبرز الأمور التي من شأنها أن تسهم في سلامة اللغة، وبالتالي سلامة الأسلوب القصصيّ.
كما أن للحوار الذي يجريه القاص بين الشخصيات الشخصيات القصصية بين الحين والآخر لكسر رتابة السرد، له أثره الواضح في تطوير الأحداث، خاصة إذا أُحكمت صياغته بصورة مؤثرة، سواء أكان ما يكتبه القاص خياليًا أم واقعيًا، ساخرًا أم دراميًا، ولكي يتغلب الكاتب على الصعوبات التي تواجهه أثناء كتابة الحوار نقدم له فيما يلي من المقال بعض الخطوات الشائعة والمحددة للتأكد من جودة صوغه للحوار وهي:
اولاً: قم بتقسيم ووضع العلامات البادئة للفقرات للمتحدثين المختلفين. لأن الحوار يشمل شخصيتين أو أكثر فإن القراء يحتاجون إلى شئ يسمح لهم بمعرفة أين تنتهي جملة المتحدث الأول وأين تبدأ جملة الآخر. إن وضع العلامات البادئة للفقرات (-) في كل مرة تتحدث فيها شخصية جديدة تعطي تلميحًا مرئيًا يساعد القارئ على متابعة الحوار.
حتى إذا كان المتحدث يقول نصف جملة فقط قبل أن يقاطعه شخص آخر، فإن هذا الجزء من الجملة سيحصل أيضًا على فقرته المحددة الخاصة.
ثانيا: في اللغة العربية، يُقرأ الحوار من الجانب الأيمن من الصفحة إلى الجانب الأيسر، لذا فإن أول ما يلاحظه القراء عند النظر في نص ما هي المساحة البيضاء على الهامش الأيمن فأجعل أهم ما تريد القارئ أن يركز فيه من الحوار بعد الهامش الأيمن، والأقل أهمية قبل الهامش الأيسر.
ثالثاً: القارئ يهتم أكثر بافتتاحية الفقرة ويقل اهتمامه كلما توغل للوسط، ثم يقل أكثر في النصف الأخير، لذا بادر بالأفكار الجوهرية من الحوار في الجزء الأول من الفقرة وركز على الجمل القصيرة واللغة الواضحة البينة التي لا مواربة فيها، وضع الحوار في قوالب بسيطة وأنيقة تتناسب مع كل بطل في القصة ومستواه الثقافي فلا تكلم الشخصيات بغير لسانها ومستواها التعليمي، فلا تجعل الشخصيات قليلة الثقافة تتحدث بلغة المثقفين ولا المثقفين.
رابعا: استخدم علامات التنصيص بشكل صحيح يستخدم الكتّاب بشكل عام مجموعة من علامات التنصيص المزدوجة (" ") حول جميع الكلمات التي
يا تقولها أي شخصية، كما هو موضح في هذا المثال: لقد كانت فاطمة تسير في الشارع عندما رأت
صديقتها نهى، فقالت "مرحبًا " وهي تلوح له
يمكن أن تشمل مجموعة فردية من علامات التنصيص جمل عديدة طالما تم قولهم في نفس الجزء من الحوار. على سبيل المثال: قال محمود "لكن لم يكن ينبغي على شيماء إنهاء طعامها! إنك تعاملينها معاملة خاصة على الدوام!"
خامساً: استخدم علامات الترقيم بصورة سليمة ولاتنس علامة الفاصلة والفاصلة المنقوطة والاستفهام عند السؤال وعلامة التعجب عند التأثر وغيرها
نواصل