كل التفاسير والتعريفات وشرح معنى العلمانية وردت الينا من مصادر وأضابير دول غربية علمانية كنسية 100% أستمدت دساتيرها من الأناجيل وتقدس الكنيسة وإستنارت فى وضع قوانينها بالدساتير المستنبطة من الأناجيل وأسترشدت بالكنيسة والقديسين في معظم شؤنها الثقافية والإجتماعية والانسانية والاقتصادية ودليلى على ذلك احترامها لحقوق العبادة بالنسبة لبقية الأديان والسماح لكل البشر المقيمين على اراضيها بممارسة حقوقهم الدينية كاملة بل نجد معظم هذه الدول تقدم عونا ودعما معنويا وماديا لدور العبادة مثال منح اراضى للمنشآت الدينية والمدارس والمكتبات وغيرها من المعينات .
كل التفاسير والشرح لمعنى مصطلح العلمانية جاء على لسان صناعها وتم اختصاره عندنا نحن المسلمين سيما المتطرفة باختزال المعنى والتعريف فى مفهوم ضيق مختصر فى عبارة فصل الدين عن الدولة أو العكس فصل الدولة عن الدين.
هل سألتم أنفسكم لماذا جاء شرح وتعريف العلمانية من قبل صناعها على هذا النحو المسئ لهم كحضارات وأمم بأعتبار أن حاجة الإنسان للدين أو بالأحرى الأعتقاد حاجة فطرية لايقوى الإنسان ان يعيش دون ان يكون له اعتقاد روحى فى إله ولو كان حجرا .
لماذا إذا عرف المشرع العلمانى العلمانية بهذا التعريف بأنها نظام حكم سياسي لايعترف بالأديان ........... ؟
الإجابة على هذا السؤال واضحة وتكمن فى عدم رغبتهم فى تصديرها للعالم الإسلامى حتى يظل مغلق على ذاته بينما انطلقوا هم لسماوات ارحب فى عوالم الصناعة والتجارة والاعمال والطب والفنون والآداب وكافة العلوم الإنسانية عبادا صالحين ولذلك استحقوا خلافة الله فى أرضه أن أورثهم الأرض وما ميراث الأرض إلا لمن يعمرها بالابتكار والتطور والتنمية والمساواة وتوفير سبل كسب العيش والعدل وتحقيق الرفاهية والأمن والأمان .
يولد المولود بالفطرة على دين الاسلام فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، ولم يرد بالحديث النبوي يسلمانه لاعتبار ان كافة مواليد البشر يولدون على ملة الاسلام ، ولذلك نحن فى بلاد المسلمين لا نخاف على الدين من الإندثار بل على يقين تام على إنتشاره وإزدهاره وقد ورد ذلك فى السيرة .
عندما أهتم المشرع القانونى والسياسي الأوروبى بأيجاد منهج ونظام حكم يراعى مصلحة الأمة كان كل همه هو استبعاد رجال الدين الأصوليين خوفا من إستغلال بعض رجال الكنيسة لمكانتهم الدينية وأعتقاد الناس فيهم والتى لها تأثير عقدى قوى فى خيارات الناس وحتى لايصبح الدين مطية سياسية لضعاف النفوس من رجال الدين او المتدينة فى الارتقاء والترقى بالمناصب القيادية والإدارية على حساب الكفاءات فقط لانهم يؤمنون بأفكار اقتصادية وثقافية نابعة عن قناعة متأصلة عن إيمانٍ بمنظومة قناعات، تكون في الغالب تصوراً دينياً أو عقيدةٍ دينية .
هذا غالبا ما حدث معنا فى تجربة حكم الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطنى الذى أتضح بما لايدعو للشك أنها تجربة فاشلة بكل المقاييس من ناحية التطبيق وليس الفكرة إذ لايمكن لأحد مسلم ينطق بالشهادتين أن يكون له رأيا أو خيار حكم أفضل من المنهج الإسلامى ولكن هيهات !!!!!!!!
حكمت بريطانيا الدولة الكنسية والعلمانية السودان ردحا من الزمن فما زاد حكمهم مسلمين السودان إلا منعة وقوة وتمسكا بأسلامهم ودينهم وعقيدتهم فجميع القباب والصالحين والأولياء الذين ورد ذكرهم وكراماتهم عبر تاريخ السودان الحديث عاشوا وتعايشوا من الحكام الإنجليز ولم يذكر التاريخ أن الإنجليز حاربوا المسلمين فى دينهم أو فرضوا عليهم اية قوانيين مدنية تتناقض مع شرع الله بل على العكس فقد ورد فى العديد من الوثائق مايفيد بحسن المعاملة والاحترام والعلاقات المتبادلة بين حكام المراكز وشيوخ الطرق الصوفية فى العديد من أقاليم السودان .
إن الحديث عن العلمانية بأنها منهج ونظام يعنى فقط بفصل الدين عن الدولة ونشر الرذيلة بين الناس حديث فطير لاننا إذا قمنا بعمل دراسة لاخلاق وسلوك الشارع بالدول الاسلامية المناهضة للعلمانية لانجده بأية حال من الأحوال افضل من الشارع الأوروبى ونحن فى السودان وللأسف بتنا الأسؤ من بين الدول الإسلامية وكل ذلك حدث خلال الثلاثة عقود الماضية عندما كان الدين والمتأسلمة
الأصوليين
Fundamentalism
يقودون البلاد فى أسؤ تجربة حكم تبرأ منها عرابها المغفور له بإذن الله د. حسن عبدالله الترابى فى عدد من اللقاءات التلفزيونية وأشهرها حلقات الجزيرة مع أحمد منصور
كيف نفهم ان الدين فى الأنظمة العلمانية مفصول عن الدولة او العكس بينما يؤدى الشهود فى محاكمهم القسم على الأناجيل ؟
كيف نفهم أن الدين مفصول عن الدولة عندما يؤدى الرؤساء المنتخبين والوزراء قسم الولاء على الكتاب المقدس حسب معتقد الدولة .؟
كيف نفهم ان الدين مفصول عن الدولة بينما يقام القداس على الجنائز تعظيما للدين ؟
كيف نفهم ان الدين مفصول عن الدولة بينما تقام مراسم الزواج بالكنيسة ومن ثم تتم إجراءات الزواج المدنى بالبلديات او الجهات المعنية حسب النظام ؟
كيف نفهم ان الدين مفصول عن الدولة وبابا الفاتكان ترفع له القبعات ويسألونه التبريكات والدعوات تقديسا لمكانته الرفيعة واعترافا بالمسيحية والكنيسة معتقدا ؟
كيف نفهم أن هنالك مسيحيين محافظين وهنالك مسيحيين تقليدين وهنالك من هم فقط مسيحيين لانهم ولدوا مسيحيين ؟
=كيف نفهم ان الدين عندهم مفصول من الدولة وهم يربون أبنائهم بالبيت والمدارس على الوصايا العشرة وقد اعتبرت عندهم "خلاصة القوانين الأساسية للتصرف الإنساني لاتقتل لاتسرق لاتكذب لا لا لا ..... الخ
أوليس حالنا كمسلمين لايختلف كثيرا عن هذا النسق من حيث التصنيف الدينى فينا المتدين المحافظ والصوفى والدرويش والسلفى والسنى والشيعى وانصار السنة والوهابى والداعشى وحزب الله وجماعة النصرة وووووو وفينا مادون ذلك المسلم العاصى .
=لماذا لا نرى فى العلمانية غير الأشواك ولانرى الورود التى تحيط بهذا النظام الذى يمكننا أن نفصله على مقاسنا وان تكون لنا علمانيتنا الخاصة بنا كمسلمين لنا ديننا وثوابتنا التى يجب علينا صيانتها .
=الخلاصة
تبقى العلمانية مدرسة ومنهج سياسي وليست تنزيلا مقدسا تستطيع اى دولة مسلمة تطبيقه على نظامها السياسي وإجراء أية تعديلات عليه بما يتفق مع كل دولة حسب تركيبة مجتمعاتها وثقافاتهم ومعتقداتهم .
تحياتى