ومضة
بقلم مصطفى نصر
أيام في الأزهر (9)
* وأهل الإسكندرية من أكثر أهل مصر لباقة ورقة وتهذيباً.. وهم من أكثر الناس احتراماً للأجناس المختلفة..وما أن تذكر الإسكندرية إلا ويذكر سيدي الشيخ المرسي أبو العباس تلميذ سيدي أبو الحسن الشاذلي .. جاء من الأندلس ليتتلمذ عليه .. يمثل ضريحه قبلة للزوار وجامع المرسي أبو العباس أحد أقدم وأشهر المساجد التي بنيت في الأسكندرية.. حيث يتميز بقبابه المميزة الشكل، وهو من أهم ما يميز منطقة أبو العباس في منطقة بحري بالمدينة. . كما يوجد في الوسط سيدي جابر الذي نقطن حيه وسيدى جابر أحد أولياء الله الصالحين، وهو الشيخ جابر بن إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الأنصارى، المعروف بـ"أبى إسحاق"، ويرجع البعض نسبه إلى سيد الخزرج الصحابى الأنصارى الجليل سعد بن عبادة، وله جامع باسمه بالقرب من المحطة، ويُقام له مولد شعبى .. و من الجنوب سيدي بشر وهو الشيخ بشر بن الحسين بن بشر الجوهري. وهو من سلالة آل بشر الذين وفدوا إلى الإسكندرية في أواخر القرن الخامس الهجري أو أوائل القرن السادس الهجري مع من جاء من علماء المغرب والأندلس في تلك الفترة وقد ظهرت بالإسكندرية مدرستان إسلاميتان اجتذبتا إليهما طلاب العلوم الفقهية.. وهما المدرسة الصوفية.. والمدرسة السلفية. وكان الشيخ بشر الجوهري متصوفا زاهدا اعتزل العالم وأقام في منطقة منعزلة على شاطئ البحر في مدينة الإسكندرية، وهي التي عرفت باسمه فيما بعد.واشتهر بين الناس بصلاحه وتقواه وتوفي عام 528 هجرية، وتحفظ الذاكرة الشعبية لأهل الإسكندرية مسلمين وغير مسلمين أن هؤلاء السادة الثلاثة هم التميمة التي حمت الإسكندرية من أطماع الطامعين..
* وهي مدينة متعددة الأعراق والثقافات..أسسها عرب واغريق وآرمن ويونانيون .. وهي تشهد تعايشا دينيا متميزا بين المسلمين والمسيحيين واليهود.. وأسماء أحيائها خير شاهد على هذا التعدد فإذا تناولنا حيها العريق أبو قير فهو ترجع تسميته إلى (الأنبا كير) الطبيب الاغريقي الذي كان يعالج فقراء المنطقة مجانا.. فلما لقي حتفه سمي الحي باسمه.. وحي لوران نسبه الي الخواجه لوران صاحب شركه سجاير في القرن ال19 ويشغل قصره الأن مدرسه ثانويه بنات ..حي زيزينيا سمي علي أسم الكونت زيزينيا وكان تاجر قطن يوناني .. اما أحياء بولكلي وفلمنج وشويتس فهي نسبة لمؤسسي شركة ترام الرمل.. وحي سان استيفانو.. سمي على شركة ترام الرمل.. وقد أقامت الشركة فندق كبير بهذا الاسم الاسم يوجد مكانة الان مول تجارى كبير وفندق الفورسيزون .. وحي جليم نسبة للخواجة جليمو نوبولو عضو من أعضاء المجلس البلدي للمدينة.. وجاناكليس نسبة للخواجة جاناكليس صاحب مزارع ومصانع تقطير العنب.. أما حي سموحة الذي يقع فيه معهدنا.. فقد أطلق عليه هذا الاسم في سنه 1924 .. عام تجفيف بحيرة الحضرة والتي كان أسمها ملاحة رجب باشا وقام بتجفيفها جوزيف سموحه وهو يهودي عراقي وفد الى مصر ليتاجر في الأقمشة ..أما حي باكوس فهو نسبة لباخوس إله الخمر عند الإغريق..وحي المنشية هو إصطلاح يطلق علي المركز التجارى للمدينة.. وقد أطلق هذا الأسم علي هذا الحى حيث كان هو مركز النشاط التجاري ويوجد به مقرالقنصليات علي جانبي الميدان .. أما حي القباري فهو نسبة للشيخ الزاهد أبي القاسم الهباري..
* عميد المعهد هو الشيخ الجليل عبد الصبور شاهين.. الذي كنا نراه في التلفاز خاصة في البرامج الدينية في شهر رمضان عبر التلفزيون السوداني.. فيما قبل عهود القنوات الفضائية.. وبدأنا في دراسة منتظمة في المعهد بحضور يومي .. كل يوم ست حصص.. وبعد عدة شهور بدأت التوجيهات لنا كطلاب ممتحنين .. يجب علينا أن نجتهد ﻷن سمعة المعهد بين أيدينا .. ولابد أن نرفع اسمه عاليا بين المعاهد الأزهرية..وما إلى ذلك من كلامات المدرسين المشجعة على المثابرة والاجتهاد.